شدّد السفير الإيراني في لبنان محمد فتح علي على أن "الاستحقاق الرئاسيّ اللبناني محلي بامتياز"، لافتا إلى ان "النُخَب السياسيّة والقوى والتيارات اللبنانية المختلفة والمؤثرة قادرة على التفاعل إيجابا في مجال إدارة شؤون البلاد وكذلك في مجال انتخاب رئيس جديد".
وفي حديث صحفي، لفت إلى أن "أي مبادرة تأتي من خارج الحدود اللبنانية لا يمكنها الوصول إلى النتيجة المطلوبة"، مؤكّداً أنّ "إيران لا تسمح لنفسها أن تنحوَ هذا النحو".
وأكد أنّ "استتبابَ الأمن في لبنان، نظراً إلى موقعه، يجب أن يكون مَطلباً لكلّ دول المنطقة"، مُشيراً إلى أنّ "وزيري الخارجية الإيراني والسعودي بادرا إلى تبيان توجّه عام في العلاقة الإيرانيّة ـ السعوديّة، والتهديدات المشتركة التي تواجه دول هذه المنطقة تملي عليها بناء علاقات طبيعية بعضها مع بعض في إطار من الاحترام المتبادل. ولحسن الحظ انّ كلّ دول هذه المنطقة وصلت الى إقتناع مفاده أنّ تنظيم «داعش» الارهابي بات يشكّل خطراً داهماً عليها جميعاً".
وشدد على "ضرورة بناء علاقات متوازنة مبنيّة على الاحترام المتبادل بين الجمهوريّة الإيرانيّة الاسلاميّة وكلّ دول المنطقة، بما فيها السعودية"، لافتاً إلى "أنّه على دول الخليج التعاطي مع بعضها بنحو إيجابي بما لا يفسح المجال للآخرين حتى ينفّذوا مآربهم فيها".
وأشار إلى ان "كلّ دول المنطقة باتت مُقتنعة بأنّ تنظيم "داعش" الإرهابي يُشكّل خطراً داهماً علينا جميعاً"، مُعتبراً أنّ "التحالف الدولي بقيادة واشنطن قد تأخّر كثيراً، وأنّ غياب بعض الدول الفاعلة والمؤثّرة عنه مثل إيران يضع علامة استفهام حول مدى فاعليّة الإنجازات التي سيُحقّقها". وأضاف "إنّ الطريقة التي ظهرت وتمدّدت من خلالها داعش في هذه المنطقة لا تدع لدينا شكّاً في انّه لا يمكن الدول الاجنبية وبعض دول المنطقة ان تكون غافلة منذ البداية عن انّ "داعش" ستقوم بهذا الامر الذي قامت به بالفعل".
وقال: "اليوم إنّ الدول الاوروبية وأجهزة الامن والاستخبارات الاوروبية باتت تعرف اكثر من ايّ وقت مضى انّ هناك كثيراً من الذين ينخرطون في "داعش" وفي اعمالها الارهابية يحملون جنسيات اوروبية وغربية، وهذا الامر هو تماماً ما توقّعته ايران وتنبّأت به منذ اللحظة الاولى، وأيضاً هذا هو ما توقّعته وما اعلنت عنه صراحة منذ اللحظة الاولى لبدء الازمة في سوريا".
ونعتقد انّ الطاقات العراقية الكامنة لديها الاهلية الكافية للتعاطي مع كلّ حاجات هذا البلد، وأنتم رأيتهم وشاهدتم انّ تنظيم داعش عندما بادر الى احتلال مدينة الموصل كيف انّ فتوى واحدة صادرة عن مرجع ديني في العراق كان من شأنها ان تحفّز كافة اطياف الشعب العراقي، سواءٌ كانوا من السنّة او الشيعة او الأكراد او المسيحيين، على ان يهبّوا هبّة واحدة لمواجهة تداعيات هذا الامر. ومن هنا، فإننا ننظر الى هذا التحالف بعين الشكّ والريبة لأننا نعتبره حضوراً أجنبياً في شؤون العراق".
وعن الملفّ النووي الإيراني، أشار إلى ان "إيران تتمتع بحقوق مشروعة وقانونية استناداً إلى المواثيق والمقرّرات المعترف بها دولياً. ولهذا السبب فإنّ المجتمع الدولي أذعنَ بأنّه ينبغي عليه ان يخوض سلسلة من المفاوضات مع ايران على خلفية ملفّها النووي السلمي. ونحن نعتقد انّ هذه المفاوضات لو ركّزت حصراً على حق ايران في استثمار طاقاتها النووية للاغراض السلمية لكانت قد انتهت سريعاً"، معتبرا ان "المشكلة انّ الجهات الاخرى تريد ان تبحث على هامش المفاوضات النووية في مواضيع أخرى".